-A +A
لم تعد الثقافة ترفاً، ولا يمكن وصفها بالكمالية، في ظل انبناء كل المشاريع الوطنية، على قطاعاتها المعنيّة، بتعزيز الانتماء للوطن، والإبداع في سبيل رفعته، وإعلاء مقامه بين الدول والشعوب.

وإثر انقطاع لم يدم طويلاً، عاد معرض الرياض الدولي للكتاب مجدداً، بكامل أناقته، وبجميل لياقة فرق عمله؛ المسؤولة عن ترتيب وتنسيق كل شأن من شؤونه، والأداء المتسامي؛ بمهنيّة وإنسانية، ومواكبة للتقنية، ما خلق انطباعات إيجابية؛ عن قدرات السعوديين على استضافة، وإدارة أكبر المناسبات الثقافية والفنية.


لم تعد معارض الكتب، فضاء قراءة، بل غدت سوقاً متكاملة؛ تلتقي فيها المعرفة، والاقتصاد، والفنون، ويجتمع فيها شمل العوائل والأُسر، لتحقق يوماً ماتعاً ومدهشاً بتنوع الفضاء الجاذب لكل فرد من أفراده.

وستظل مسؤولية وزارتي الثقافة والتعليم الأثقل، والأكثر أعباءً في الأعوام المقبلة، كوننا لا نريد أن ننقطع عن جذورنا، ولا نتقوقع عليها، فنحن أصالة ونحن معاصرة، وتمثل الثقافة نمط حياة، تسهم في النمو الاقتصادي، و الرقي المجتمعي، وتعزز مكانة الفرد والمجتمع، وتظل برامج ودورات تطوير الإمكانيات والعناية بالقدرات، وضخ جوانب التراث الثقافي السعودي في أوصال الحياة اليومية للمواطنين، روافد لتماسك هويتنا الضاربة الجذور في قلب الحضارات. وكل موسم ثقافي والوطن السعودي بخير.